Discours De Promo – Frere Emile Akiki –

484

حضرة الأخ حبيب زريبي مدير ثانويّة القديس بطرس المحترم

حضرة الآنســة أســمهان علم مديرة مدرســة القديس بطرس المحترمة

رئيس ولجنة الأهل وأولياء طلابنا الأعزاء،

رئيس لجنة المعلّمين الأعزاء

طلابنا الأحبّاء، أيّها الحفل الكريم،

 

في هذا اليوم نلتقي بفرح وغبطة، لقاءً تكلّله البهجة وتحلّق حوله الســعادة بمناســبة تخريج الفوج      من تلامذة الفرير بســكنتا، الذين أنهوا متطلّبات الشــهادة الثانويّة، بعد أن نهلوا من معين هذه المدرســة العلم القويم،وبعد أن تســلّحوا بما يُعينُهم على مواجهة التحديات والصعوبات التي لا بدّ أن تعترض مســيرة حياتهم.لقد ســلّحناهم بالعلم والإيمان ، بالقيم الاصيــلة والمثُل النبيلة ، وكذلك بالإنتماء لهذا الوطن الذي أعطى الكثير والكثير من الأدباء والشــعراء الذين كانوا ســفراء لبنان في عالم الثقافة. وإنّنا كنّا وما زلنا حريصين على أن نزوّد هذا الوطن العزيز بقوافل من المبدعين ، حتى يظلّ عزيزاً برجالاته، شــامخاً بأرزته الخالدة.                                                                                         

أحبّتي الأهلين،

إنّ هذه اللحظات تُســجّل بكلّ صدق فضلكم ورعايتكـــم لأبنائكم، لقد تكاتفنا معاً لنصل إلى هذا اليوم، وإنّ إدارة المدرســة لا تنكرُ فضلَكُم، وهي على يقين من أنّكم تقدّرون دورها في الوصول بأبنائكم إلى هذا اليوم الذي ترَوْن فيه فلذات أكبادكُم وقد إجتازوا مرحلة هامّة من حياتهم . ونحن على يقينٍ لذلك إنّ فضلكم ســيمتدّ على رعايتهم في حياتهم الجامعيّة ليكمّلوا ذلك المشــوار.أحيّي فيكم روحَ التضحية والبذل والإيثار،ولا شــكّ فــي أنّ البذرة التي بـذرتموها يوماً ســتنمو وتورق لتثمرَ في النهاية ثماراً طيّبةً.                                 

أحبّتي المربين،

لقد جعلتم من أنفُســكم جســوراً تمُرٌّ عليه الأجيال ، وأشــعلتم بعملكم وإيمانكم نوراً بدّد ظلمة الجهل. إنّكم بذلك منحتم لبنان روّاداً ســيذكرونكم بكلّ الخير ، ويكفيكم أن زانكم اللهُ بالعلم الجليل لتكونوا منارةً تــهدي الآخرين إلى شــاطىء الأمان.                                      

أحبّتي الطلبة

تمرّ الســنون ، وينحني الزمان عبر مرتكزاتٍ تعدّ من أهمّ مراحل حياة الإنســان ، وها هو الزمان ينحني هذا اليوم ، ليســجل في حياتكم مرحلة جديدة هي مرحلة التعليم الجامعي. عشــتم معنا أثنى عشــر عاماً ، كنتم أبناء أعزاء ، زوّدناكم بالعلم والإيمان لنبني في كلّ واحدٍ فيكم معاني الإنســانيّة الحقّة التي تؤمن بالخير…                                      

أبناءَنا الأحبّاء،

يا رجالَ الغد، عمّا قريب ســتنطلقون إلى العالم الواســع ، هذا العالم العجيب الغريب باختراعاته وســرعة تطوّره : هذا العالم ينتظركم بتحدّياته ! …                             

فكيف ســتواجهونه ؟ هل بالهرب ؟ أم بمســايرته وفقدان القيم الروحيّة والأخلاقيّة التي زوّدتكم بها مدرســتكم؟ أم ســتواجهونه بتحدّياتكم التي سألخّصها بأربع نقاط؟               

1- واجهوه بكلمة الحق…إنّه بحاجة إلى حقيقة واضحةٍ، إلى كلمة نابعة من أعماق قنـــاعــاتكــم…

2- واجهوه بكلمة روحيّة … كلمة نابعة من التعاليم الســماويّة ، التي من الممكن أن تقلبه رأســاً على عقب، قولوا لإخوتكم إنّ الله الذي خلقهم يحبّهم… هكذا تبعدونهم عن الماديّات وإغراءتهـــا…

3- واجهوه بكلمة محرّرةٍ… كلمة تخرجهم من ذواتهم ومن كلّ ما يكبّلهم، كلمة تحرّرهم من الشــرّ على أنواعه، كلمة تحرّرهم من التيارات الملحدة التي تأتي إليهم بمظهر النعاج وهي ذئابٌ مفترســة. كلمة تحرّرهم من كلّ ما يشــدّهم نحو المادة ليحلّقوا في أجواءٍ ســماويّة يحلو فيها العيش. إقبلوا الآخر كما هو. أحبّوه حبّاً صادقاً ، فهذا الحبّ هو الذي يحمله على قبول كلمتكم…

4- أحبّوه حبّاً مجانيّاً دون إنتظار أيّ مقابل … صدّقوني إنّ الحبّ يعمل العجائب وإذا اقتنعتم بكلامي هذا يمكنكم فلبَ العالم، وخلق مجتمع جديد يحلو العيش فيه. وإلى الأمام وعين الله ترعاكم.

أشــكر الأخ حبيب زريبي مدير الثانوي وأشكــر مديرة المدرســة الآنســة أســمهان العلم والعائلة التربويّة.وأتقدّم بالتهنئة إلى الأهلين الكرام، وبالتهنئة لطلّابنا الأحبّاء الذين ســيكونون أمنـــاء على هذا الوطن المعطاء.

عاش لبنان عزيزاً كريماً ، وبارك الله في كلّ يدٍ تمتدّ لبنائــــه.

مدرسـة القديس بطرس

بســكنتا في ۷/أيّار/٢۰١٦                                                                                              الأخ إميل عقيقي

You might also like More from author