prom S3 / Mot de M Michel Challita

أولادنا، أيّها الشّباب!

         بالأمس، وليس ببعيد، كان هاجسنا الأوحد،  هاجس معلّماتكم و معلّميكم، توجيهاً وإرشاداً يطاولان خطواتكم الوئيدة، المتعثّرة حيناً والجريئة المغامرة أحياناً … بالأمس، زهت ملاعب مدرستنا وفسحات مدارس أُخر ببراءة نزواتكم المبكية، المضحكة … عرفوكم – والمضمر معلّموكم ومعلّماتكم – في مختلف الصّفوف،  وها نحن نعرفكم وما زلتم على عهد الشّيطنة تديرون معظم الأحيان، ظهوركم لكلّ مسؤوليّة، عابثين، هازئين بالأقدار، واجدين في السّانحات بسمة وفي الآفلات غصّة … ولكن، أصولكم راسخة، أُرسيت على دعائم الدّأب والعمل والجهاد … لحظات الطّيش ولّت الأدبار الآن … أنتم اليوم أبناء الحياة، أبناء المسؤوليّة … عاجلاً تغادرون رحاب الهناءة، لتحلّوا ضيوفاً غير مرحّب بهم في عالم الكبار، عالم الذّئاب … “إن لم تكن ذئباً أكلتك الذّئاب” ذا قول العلاّمة الإنكليزي “هوبس” ( 1679م ). فلا تخافوا ولا تتخاذلوا أو تتقاعصوا … لقد علّمكم الإخوة – حفظهم اللّه – والأخوات – وبعضكم ترعرع على أيديهم – أن تجابهوا الوقائع والحقائق من دون جزع أو هلع … قولوا ما عليكم أن تجاهروا به محترمين الآخرن محافظين على كرامتكم وشرفكم، مدافعين عن الحرّيّة في كلّ ميدان، متسلّحين بالأباء والعزّة، راذلين المادة وزبانيّتها، جاعلينها وسيلة ليس إلاّ … لا تكونوا عبيد الدّرهم والقرش، فهما زائلان وعزّة النّفوس باقية …

         لا تنسوا، أولادنا، هذه الوصايا الّتي غالى المعلّمون في بثّها في أرجاء ذواتكم … ولكن هي { الوصايا } . أنتم: وجودكم من بنات الحكم ونسج العبر، مصيركم المهنيّ والأخلاقيّ والاجتماعيّ رهن بما اختزنتم في قلوبكم من درر النّصح وآيات الرّشد … إفعلوااليسير اليسير، ممّا أوحينا به ولكم السّؤدد والمجد …

        أولادنا، نبعثركم في زوايا الحياة باختلاف الأهداف والمهن الّتي تطرقون … فلا تنسوا دياركم الأولى … عودوا إلينا، حنين العائد قبس إيمان لا يخبو … مدرستنا بيتكم الثّاني، وهل ينسى أحدنا بيته؟!! إيّاكم وتناسي واحات المحبّة الّتي حضنتكم صغاراً وها هي تأمل الكثير منكم … إذهبوا، تفرّقوا، والأخوة، المسؤولون الأساتذة، يترقّبون مسيرة أمانيكم، فليكن لكم ما أردتم، ولتكن حياتكم قائمةعلى ذرى الخير والمحبّة … وفّقكم اللّه وجعلكم نبراساً مضيئاً يشعل حيوات اللاّحقين بكم من زرافات خرّيجي هذه المدرسة، أبداً ودوماً.

                                                                             الأستاذ ميشال شلّيطا.