Discours Promo M Challita M Michel A Khalil et Fr Habib

 

أعزائي الخرّيجين،

إنَّه آخرُ لقاءٍ لنا بكم. تُغادرون الآنَ هذه الربوعَ لتنطلقوا إلى رحاب الجامعاتِ والحياة ولكن لا تُفارقونَها

في رحلتِكُمُ الطويلةِ هذه سَتُواجِهونَ رياحًا، أحيانًا مؤاتية وأحيانًا معاكسة أو عواصفَ هوجاءَ مدمِّرة. وعليكم، منذ الآن وبعدَ أن بلغتم مرحلةَ النُّضجِ، أن تتحمّلوا مسؤولياتِكم كاملةً وتُحسِنوا الخَيار.

وخلال مسيرتكم اللسالية الطويلة زوَّدَتْكُم مدرستُكم بكلِّ ما يساعدُكم على مواجهةِ الحياةِ وصعوباتِها ومشاكلِها  وقد درَّبَتْكُم بِما فيه الكفايةُ لِتَحَمُّلِ المسؤوليات.

لقد ربتكم مدرستُكم على القيم اللسالية والإنسانية الصحيحة لأنها نابعة من ااتعاليم الإلهية وليس من البشر قيم الإيمان  والأخوّة  والخدمة  Foi – Fraternité – Service وعثيكم ان تتذكروها  دائماُ  وتعملوا  بها لأنها مبنية  على أساس صلب  لا  ان تتبعوا  نزوات  العالم  وتخرصاته المتقلبة .

علَّمَتْكُم أن تُؤمنوا باللهِ وتُحبوه وتتّكلوا عليه وتَسْعَوْا دائمًا لمعرفَتِهِ أكثرَ فأكثر

علَّمَتْكُم أن تَصبوا دائمًا نحو الحقِّ والخيرِ والجمال

علَّمَتْكُم أن تُحبوا وطنَكم لبنان وتحترموه وتعملوا لتحسينِهِ وتجميلِهِ وتخدموه بدل أن تستخدموه

علَّمَتْكُم أن تُنظِّموا أفكارَكم وأقوالَكم وأعمالَكم وتَصرفاتِكم بمنطقِ الفكرِ والعقلِ وليس بحسبَ الأهواءِ والرّغبات

علَّمَتْكُم أن تنكبّوا على العمل الجادِّ والرّصين والدّؤوب

علَّمَتْكُم أن تحترموا الخليقةَ من طبيعةٍ وكائناتٍ لأنها منْ صنعِ اللهِ وَقَدْ كلَّفَنا اللهُ باستثمارِها والحفاظِ عليها لا بتدميرِها

علَّمَتْكُم أن تتقبّلوا الآخرَ على اختلافِه عنكم وتحترموه وتُحاوروه بلغةِ القلبِ والعقلِ وتتعاونوا معه لأن الله ذاته شاءَنا مختلفين  وخلقنا مختلفين واحبنا مختلفين

علَّمَتْكُم أن تُحَكِّموا دائمًا منطقَ العقلِ والفكرِ والتدقيقِ والتحليلِ لا أن تنساقوا وراءَ الشعاراتِ الرنّانةِ والكلامِ المعسول

وأخيرَا لا آخرًا أن تتعشّقوا الثقافةَ والفنَّ الراقِيَ وتَنْهَلوا منهما ما اسْتَطَعْتُمْ لأنّ عَطَشًا كهذا لا يُروى أبدًا

من هذه الربوعِ انطلقوا إلى عالمٍ جديدٍ, كونوا أوفياءَ لمدرسةِ القديس بطرس وسفراءَ للتربيةِ اللساليةِ التي تلقَّيْتُموها

ابحثوا دائمًا عن الحقِّ وتَمسَّكوا به مهما غلا الثمن

        ابحثوا عن الخيرِ واعملوه مع كلِّ إنسانٍ وكلِّ الكائنات

                  ابحثوا عن الجمال وضَعوه نُصْبَ أعيُنِكُم و في كلّ أفعالِكم

ابحثوا عن العلمِ والثقافةِ وانهلوا منهما ما استَطَعْتُم إلى ذلك سبيلا

ابحثوا دائمًا عن الآخرِ واقبلوه كما هو واحترموه وتعاونوا معه

ليكنِ اللهُ دائمًا معكم وهل من عَضُدٍ لكم أعظمُ منه؟ ولْتَتَشَفَّعْ فيكُمِ العذراءُ مريمُ والقديسُ دي لا سال، ولْتُرافِقْكُم محبةُ مدرستِكِم واساتذَتِكُم و”المحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق”.

         عِشْتُم، عاشت مدرسة القديس بطرس  وعاش لبنان.

M MICHEL Abou Khalil  

 

حضرة المنسّق العام لمدارس الفرير في لبنان وراعي هذا الاحتفال الأخ حبيب

حضرة رئيس بلديّة بسكنتا المحترم

أيّها الحفل الكريم والأهالي الأحبّاء والأساتذة الأعزّاء

أيّها الخرّيجون، يا شباب الغدّ ويا براعم الحياة،  أيّام معدودات وتنطلقون إلى عالم مختلف كلّياً عن عالمكم.

 ستنطلقون إلى عالم يفتح ذراعيه لكم،إمّا لاحتضانكم إذا كان الوعي رائدكم وإمّا لابتلاعكم ورميكم في مجهول الحياة إذا تعلّقتم بالقشور والمظاهر والبسمات الكاذبة.

 ستنطلقون إلى عالم لن تجدوا فيه لا أمّاً ولا أختاًً ولا مربّية كالآنسة أسمهان، ستجدون المئات والمئات إلاَّ واحدة.

لن تجدوا أساتذة هم بمثابة أباء وأصدقاء وموجّهين لكم ، ستجدون محاضرين وعابري فكر وسبيل.

هنيئاً لكم أيّها الشباب لأنكم تتخرّجون من معهد إخوة المدارس المسيحيّة ، ومن معهد القدّيس بطرس – بسكنتا مزوّدين بالأخلاق الرّفيعة، وقد تربّيتم تربية دينيّة واجتماعيّة وفكريّة تحسدون عليها.

هنيئاً لكم لأنكم نشأتم في بيئة جبليّة مسيحيّة صامدة ، في عائلات عريقات بالدّين والشرف والأخلاق.

هنيئاً لكم برفاق سبقوكم في دروب الحياة وأحسّوا بصعاب جمّة فتجندوا لدعمكم مدّة ثلاث سنوات ليخففوا عنكم عبءاًً يرهق الكواهل، عنيت بهم قدامى مدرسة الفرير – بسكنتا.

أخيراً هنيئاً وفخراً لكم بمدرسة المنسّق العام لمدارس الفرير الأخ حبيب ومدرسة برنار حبيقه وإميل عقيقي ونويل صقر وألخندرو بيريز وجوزيف خوري وأنخال لوبيز وبول رويال وتيودور، لقد زرع هؤلاء الإخوة ونما زرعهم ، وكانت الغلّة من نصيبكم.

 ألا حفظكم اللّه أيّها الخرّيجون وثبّتكم في ما تلقنتم لتبقوا خميرة مقدّسة ومقدّسة وأرضاً خصبة معطاءَ خيّرة وفكراً نيّراً وربابنة أكّفاء. cvvc

ضيوفَنا الكرام فرداً فرداً مع حفظ الألقاب،

حضرةَ الأخِ المنسّقِ العام،

حضرةَ الإخوةِ،

حضرةَ الأخواتِ والآباء،

مديرَ مدرسَتنا الصديق العزيز الأستاذ ميشال أبو خليل  …

رفيقةَ دربِنا, مديرتنا, ألآنسة أسمهان علم …. رفاقي الأعزاء

أولادي الأحباء

بالأمسِ وليسَ ببعيدٍ كانَ هاجسُ معلـّماتِكم ومعلـّميكم توجيهاً وإرشاداً يطاولانِ خطواتِكُمُ الوئيدةَ، المتعثـّرةَ حيناً والجريئةَ والمغامِرةَ حيناً آخر.

بالأمسِ البعيدِ والقريبِ زهَت ملاعبُ مدرستِكم وفسحاتُ مدارسَ أخَرٍ ببراءةِ نزواتِكُمُ المبكيةِ المضحكةِ.

إكتشفَكُمُ المسؤولونَ والأخوةُ الكرامُ في مختلِفِ الصّفوفِ، تديرون في معظمِ الأحيانِ ظهورَكم لكلِّ مسؤوليّةٍ، عابثينَ، هازئينَ بالأقدارِ، واجدينَ في السّانحاتِ بسمةً، وفي الآفلاتِ غصّةً، … لكنَّ أصولَكم راسخةٌ أُرسيَت على دعائمِ الدّأبِ والعملِ والجهادِ وهي دعائمُ تَناوبَ اللاساليّونَ على توطيدِ عراها سنة ً بعد سنةٍ وساعة ً بعد ساعة.

أولادي، لحظاتُ الطّيشِ ولـَّّت إلى غير رجعةٍ. أنتُمُ اليومَ أبناءُ الحياةِ، تغادرونَ رِحابَ الهناءةِ لتحلـُّوا ضيوفاً غيرَ مرحّبٍ بهم في عالمِ الكبارِ … لا تخافوا، لا تتخاذلوا لا تُوَلـّوا الإدبارَ : علـّمَكُمُ الأخوةُ – حفظَهُمُ اللهُ – أن تجابهوا الوقائعَ والحقائقَ من دونِ جزعٍ أو هلعٍ. قولوا ما عليكم أن تجاهروا به. إحترِموا الآخرَ، حافظوا على كرامتِكم وشرفِكم، ونافحُوا عنِ الحريّةِ في كلِّ ساحٍ، تسلـّحوا بالإباءِ والعزّةِ، أرذلوا المادةَ فالدّرهمُ الى زوالٍ وعزّةُ النفسِ إلى بقاءٍ، لا تنسَوْا هذهِ الوصايا التي غالى الإخوةُ والمعلـّمونَ في بثـِّها في نفوسِكم.

أيُّها الأحبّةُ تُبعدُكم آجلاً أو عاجلاً الأقدارُ إلى زوايا الحياةِ باختلافِ الأهدافِ والمهنِ التي تطرقونَ، لكنْ … لا تنسَوْا ديارَكُمُ الأولى، القوّامينَ عليكُم، معلـّميكم ذوي الصدورِ العامرةِ بالمحّبةِ والقلوبِ السّمحةِ …

تذكـّروا دائما مدرسَتَكم، وهل ينسى أحدٌ بيتَه الثاني؟! تذكـّروا واحاتِ المحبّةِ التي حضنَتْكم صغاراً وها هي تأملُ منكُمُ الكثيرَ كباراً … لا تنسَوْا أهلَكم الّذين ناضلوا وجاهدوا من أجلِ إيصالِكم إلى المبتغى، إلى المرجوّ …

لا تقولوا وداعاُ فأنتم ستبقَوْن الدرعَ الواقيَ لهذه المؤسسةِ، مؤسسةِ الأخوةِ، وفـّقَكُمُ اللهُ وأنارَ سبيلَكم كي تتحمّلوا أعباءَ حياةٍ لا تـَعِدُ بالكثيرِ، ولكنّها تستحقُّ في النهايةِ التحدّي والمغامرة.

                                                       ميشال شليطا

                                                       بسكنتا في 5 ايار 2012