الأستاذ ميشال شليطا

يحدّثونكم عنِ الخلق، إنّ الخلق

من بنات تربيتنا اللآسالية.

أيّها الحفل الكريم،

                 منذ نيّفٍ وعشرٍٍ، زُرعت بذورٌ دانت قطوفُها اليومَ ثماراً يانعةً في ظلِّ هناءةِ قداسةٍ رسَمَتْها خلالُ إخوةٍ وأهلٍ ومعلمين أخيارٍ بررةٍ.

      الليلةَ، نحتفلُ معاً بتخريج كوكبةٍ جديدةٍ من فعلةٍ لاساليين، مجدِّين تضاعفتِ الوزناتُ على أيديهم، وفاضَ الخيرُ من عدولِهم راجين أنْ يتجاوزَهُم الى الوطنِ، كلِّ الوطنِ. هنيئاً لنا بغار الفتوّةِ والاقدامِ يكلِّلُ أولاداً لنا مجلّين، صالحين، أوفياءَ، منتجين…

       أيّها الأحبّة. “ان الحياةَ لاتقيمُ في منازلِ الأمسِ” : لاتسألوا أيُّها السّادةُ عن جيلِ الغدِ: انّه يحملُ الشعلةَ كما أردناها وأرادها لنا القدر. انه يعانقُ توقَ الحياةِ، راغباً في تحقيقِ طموحاتٍ بعد يأسٍ واحباطٍ…انّه يمثّلُ عودةَ الرّوحِ بعد ليلٍ أفحَمَ غادرٍ محا أو كاد يمحو اصولَنا وجذورَنا…

أيّها الاحبَّة. اقدِّم لكُمُ الليلة خريجين، ميامين، لا يخافون امتحاناً ولا يُسقطون أستحقاقاً.

 عيونهم الى السماءِ شاخصة، يحافظون على اشراقةِ وعودٍ رسموا خيوطها صغاراً وينْوونَ تحقيقَها كباراً…

     انتم اولاديَ، امناء على رسالةِ الحقِّ والابداعِ والتّواصلِ. هي رسالةٌ تدّرجْتُم على سطورِها، ونشأتُم في ظلالِ عهودِها وكبِرتُم في ثنايا اهدافِها. انتم احّبائي، رُسلُ ما رعاه معلّموكم وأهلوكم أنتم رسلُ وطنٍ نهض بعد كبوةٍ. فنعمَ الرسالةُ التي تحمِلون ، ولتكن المؤسسةُ اللاساليّةُ، عمّالاً زارعين وأخوةً مناضلين ، صخرةً ترسي جهادَكُم في ركابِ معركةِ البعثِ والقيامةِ، معركةِ لبنانَ …

فلنحمل معاً براعمَ العطاءِ الأبديِّ ولنسقط مزالقَ التّهاونِ والتّخاذلِ، ولْنَكُن لاساليّين، صالحين، لنا من بركاتِ حامينا ومُحبّينا، خيرُ وصالٍ مع الفلاحِ والنّجاح…

بورِكَت جهودُكم وأهدافُكم. إعملوا بشرفٍ وأمانةٍ. ولْتَكُونوا أشرفَ خريجين لأشرفِ مؤسّسةٍ.

                               عشتم، عاشت مؤسّستُكم وعاشَ لبنان…

الأستاذ ميشال شليطا