Père Boutros

” كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي “

إخوتي الأحبّة

أعلن قداسة البابا بندكتس السادس عشر سنة 2012 سنة الكتاب المقدّس …. وانطلاقاً من هذه الدعوة كان شعارنا في مدارسنا ” كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي ” هذا الشعار جعل عظاتنا تتمحور حول نصوص من الكتاب المقدّس… وهل هناك مرجع يعرّفنا بالعزّة الإلهيّة، أهمّ من الكتاب المقدّس نفسه؟ سماع آيات الكتاب جسر يقودنا الى التواصل مع الحقيقة … أليست كلمة الله المتجسّد القائم من بين الأموات دافعاً لليقظة والتأمل لسبر غور هذه الحقيقة الأبديّة المتجلّية في الثالوث الأقدس، السرّ الأعمق للوجود السرمدي الأبديّ؟

أيّها الأحبّة، أعمال الرسل، خبرة التلاميذ، تلاميذ المسيح، المفاجآت اليوميّة ذات البعد الإجتراحي العجائبي، جميعها وهج نور الله الذي أزال رماد المادة الحياتية ليحلّ مكانها صدىً روحانيّاً دعانا كي نكون رسلاً وشهوداً… وإلى هذا أشار يوحنا الرسول في رسالته الأولى حين قال: ” ذاك الذي كان منذ البدء ، ذاك الذي سمعناه ذاك الذي رأيناه بأعيننا، وذاك الذي نتأمله…. وذاك الذي لمسته أيدينا… نبشّركم به لتشاركونا فرحتنا كما شاركنا الآب وابنه يسوع….”

أولادي الأحبّة ، الكتاب المقدّس سيرة حياة تحمل الصفاء والأمان لكلّ راغب بمعانقة اللآمتناهي الأبديّ الحقّ، وأنتم راغبون … لذا فليكن هذا الكتاب محور حياتنا… فلنجتمع حول كلمته، ولنضىء حياتنا بنوره، ولنجعله رفيق درب في الأتراح والأفراح … فلنكن معه واحداً، ولنؤمن بكلّ آياته الموجهة، المرشدة، كاتبة الحياة الأبدية…  فلنؤمن أنّه طريقنا إلى الخلود، مبتغى المؤمنين، الصابرين معانقي الحقيقة …

الإيمان … الإيمان … فلنعمل على ترويض أنفسنا، ولنسقط الشكوك الآيلة إلى إندثارنا وزوالنا… ولنؤمن مقدّسين ذواتنا، جوهرنا الأبديّ، مكرّسين السنة المقبلة وفقاً للدعوة الرسولية البابوية، سنة تبحّر أعمق وأوسع بالذات الإلهيّة فننعم بالراحة النفسيّة ونكمل المسيرة لعلّنا بذلك نسهم وبإلتزام أكبر في بناء جماعة كنسيّة أكثر عطاء وأكثر حيويّة، تقدّس كلمة الله الى الأبد، ساعية الى خلق جماعة المؤمنين السائرة الى لدن الله بمحبة قد تكون المحور الأبديّ الكلّي لهذا الخلق …

الخوري بطرس أبو خليل