mot d’adieu au F.D. Alexandre (M. Michel Abou Khalil)

              حضرة الأخ الرّئيس ألخندرو


        عشرون عاماً قضيتها في خدمة أبناء بسكنتا والقرى المجاورة. عشرون عاماً وأنت تعمل بكدّ ونشاط، فكنت أستاذاً بارعاً ومديراً ناجحاً ورئيساً قديراً.

صحيح أنَّك إسباني المولد لكنّك لبنانيّ بعطائك وبسكنتاوي بتفانيك وتضحياتك.

 

        عشرون عاماً عشتها معك، ولا أنسى مواقفك النّبيلة تجاه مدرستنا وبلدتنا. لن أعدّد مزاياك وإنَّما سآتي على ذكر موقفٍ لا يقفه اللّبنانيّون ولقد وقفته أنت.


في بداية الأحداث اللّبنانيّة حضر إلى المدرسة مسؤولون عن الأحزاب يريدون رفع أعلام أحزابهم فوق المدرسة. فوقفت أنت في باب المدرسة وقفة تاريخيّة صارخاً بهم: ” لن يرفع على مدرسة الفرير إلاَّ العلم اللّبنانيّ طالما أنا حيّ وإلاَّ فاقتلوني هنا. ”  فانسحب الجميع تحت أيّ تأثير، لا أدري.

        في عهدك انطلقت الصّفوف الثّانويّة فكنت الدّاعم لها، كما ساهمت في إحياء لجنة الأساتذة ، وقدامى المدرسة.


كنت قاسياً وليِّناً في الوقت نفسه. علَّمتنا أنَّ الاهتمام بالأحياء يعلو على الاهتمام بالأموات وأنَّ أموال المؤسَّسات لا تهدر ولا ترمى من النّوافذ.


كنَّا نتواجه، لكنَّ مواجهاتنا كانت غمامة صيف عابرة لا تلبث أن تزول. غداً ستنطلق إلى عالم جديد وبلدٍ جديد ومدرسة جديدة، لكن اعلم أنَّك ستبقى في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا . ستبقى الإنسان الّذي عمل بإخلاص وتفانٍ وحبٍّ


ستبقى مثالاً ورائداً لنا، وستبقى الشعلة الّتي لا تنطفئ والمنارة الّتي تقود إلى برّ الأمان.

        سنفتقدك في اجتماعاتنا، في المماشي، على الملاعب ومدخل المدرسة، سنفتقد توجيهاتك وحكمتك.


أخيراً إنَّنا نعاهدك أنَّنا سنبقى أوفياء لك، سنبقى متضامنين متكاتفين مخلصين لبعضنا ولمدرستنا. هكذا علَّمنا إخوة المدارس المسيحيّة، وهذا ما شدَّدت عليه أنت.
رافقتك السّلامة. أذكرنا دائماً في صلاتك ولا تبخل علينا بإرشاداتك أيّها الأخ ألخندرو

بسكنتا في 26/10/2007

                                                                        الأستاذ ميشال أبو خليل