Discours de promo -Mot de Mr. Michel Challita

حضرة المنسق العام الأخ  حبيب الزريبي

ضيوفنا الكرام ، فرداً فرداً، مع حفظ الألقاب

حضرة المديرة الأنسة أسمهان العلم

أولياء طلابنا الأعزاء

رفاقي المعلمات والمعلمين

أيّها الحفل الكريم، أبنائي الخريجين

أتهيب  صاغراً في الوقوف أمامكم. أراني فرقاً من مقاربتي لحظات الفراق، جزعاً من مواجهة حكاية الواقع… أراني هزيلاً أمام حتمية عمرِ يؤّرخ الرحيل، وليس هناك من يوقف هذا الرحيل…

توالت المراحل والأيام فكنت شاهداً على تعاقب الأجيال فرحاً حيناً، مكفهراً احياناً؛ كنت ومثلي كان الكثيرون، أجامل القدر، أعابثه من دون طائل : هي رحلة كتبت على براعمنا؛  فاقنع بها، تنشّق ضوعها ولا تنبث ببنت شفة…

أيها الأحبّة، نلتقي الليلة كعهدنا في نهاية كل سنة ، نلتقي في رحاب دير لاسالي أعز لنرنم معاً أغنية وجد لأولادنا المغادرين الباقين…

أراكم أمامي عامرين بالبشر ، فرحين ، زاهين. أطالع وجوهكم  فتلفني نسمات الهناءة مشاركاً الكل حلم الانتقال من عهد الطفولة واليفاع إلى عهد الشباب والجهاد

أراكم أمامي مفتقداً وجوهاً نيرةً طالما رأيتها : نعم إني أفتقد العديدين، إخوة ومعلمين

أفتقدك يا ” سعد” لا لأني أميزك عن غيرك وأنت خير من يميز ، بل لأنك لست هنا كي تشارك من رافقت في خلال سنتين فرحتهم النهائية؛ قد تكون من علُ باسماً، ملوّحاً طرباً ولكني ، ولكننا كنا نؤثر وجودك معنا: هو القدر قاسٍ يا “سعد” ولا جدوى من تكرار ذكر مأساة البشر معه

أولادي، تتركون هذا الصرح التربوي اللاسالي مزودين بتراث فكري وثقافي وأخلاقي ذخيرة لحياة قادمة، حافلة… تغادرون هذه المؤسسة وفي جعبتكم حكايات وحكايات مضحكة مبكية تعكس مسيرة التعلم الابدية التي تشكلون وحدة من وحداتها اللامتناهية… نعم ، إن القّوامين عليكم ، إداريين ومعلمين – طبعاً ومعلمات- وإخوة بررة يترقبون رحلة السندباد التي تنتظركم والتي تهيأتم لها وعملتم لملاقاتها… نعم، ذووكم : أباؤكم وأمهاتكم فرحون ولكنهم خائفون من مغامرة الحياة التي أنتم مقبلون عليها. إياكم والخوف : ما هكذا التعليم اللاسالي لقد منحكم فرص الحياة، نجاحاً وسؤدداً، فكونوا أوفياء لما منحتم …

يا من أحببت ، لن أودعكم ولو راحلاً ومغادرين… ستبقون ذاكرة تضرم في قلبي نيران وصالِ يرفع عيني إلى أعلى فلواتكم ، إلى ذروة طموحاتكم . هنياً لي لأني عايشتكم، هنيئاً لمن سيكتشف مآثركم، هنيئاً للمؤسسة التي خرّجتكم، وهنيئا للبنان بأمثالكم : كونوا له، صونوا ثراه، حافظوا عليه؛ نعم ، حافظوا عليه لولاه ولولا تربيتنا لأندثرت القيم التي من أجلها وجدنا ومن أجلها سنبقى ونستمر

                           عشتم ، عاشت جذوركم اللاسالية، وليبقَ لبنان          !  ميشال شليطا   بسكنتا في 9- 5- 2015