كلمة الأستاذ ميشال ابو خليل ، مدير مدرسة الفرير بسكنتا في وداع الأخ الرئيس برنار حبيقة

أرقد بسلام  أيها الأخ  الرئيس برنار ، أيها  الرّاهب الورع التقيّ.

      أرقد بسلام يا من حملت مشعالك مضاء  مدّة ستين سنة  ولم ينطفئ لحظة واحدة.

  أرقد بسلام يا مربّي الأجيال ، وموجّه الكبار وحامل هموم الآف العائلآت والأساتذة والطلآّب .

   أرقد بسلام أيها العظيم ، أيّها الكبير فكراً وقلباً وروحاً.

     كنت كالعاصفة تقتلع كّل شي ء اذا لزم الأمر، تصمد وتواجه وتتحّدى سلاحك الحق والاستقامة والتقوى ، وكنت بنفسجنة  متواضعة أمام المحتاج والمعوز والضّعيف .

      كان لنظراتك ألف معنى ومعنى، أحيانا تزلزل وأحيانا أخر تزرع الدفء في القلوب والنفوس، كما كانت ابتسامتك بلسما لمن يلوذ بك واعصارا لمن يتخفى وراء الكذب والحقد والرياء.

          ما هكذا يموت العظماء يا سيدي.  لقد اختصرت الطريق وقرّبت المسافات  لملاقاة ربّك، نحن أحوج اليك. تعّلمنا منك الكثير وغرفنا من معينك الكثير ولم نرتو بعد من منهلك، فما زال بيدرك مليئا بأغمار السنابل، ونبعك ثرّ العطاء، ويمينك ممدودة للجميع.

    لماذا رحلت باكرا أيها الفكر النّير والعلآمة الفذّ والقائد الحكيم؟

          ستون عاما ومركبك يمخر عباب  اليم لتوصل من اؤتمنت عليهم الى ميناء الأمان وشطّ  الّسلام.  الجميع كان يغفو الأ أنت، فكنت الرّبان الساهر الواعي بصراً وبصيرة.

          نحن لم نخسرك،  ربحناك على الأرض معّلما ومربيّا ومرشدا وموجها ومدّبرا واعيا  أمينا، وربحناك في السماء شفيعا وقّدّ يساً.

     رفعت اسم بسكنتا  الى العلى  ورفعت اسم رهبنتك الى المجد.

سيخلّد ك التاريخ يا أخ برنار لأنك كنت الرجل الرجل ان في الدّين أو الفلسفة أو الاجتماع أو السياسة أو الوطنية.

سيخلّد ك التاريخ لأنك كنت عظيماً بخدماتك وتواضعك، لأنك كنت الأنسان الذي جسّد تعاليم ربّه ورسالة مؤسّسه القديس يوحنا دى لا سال.

     أرقد بسلام ومنّ علينا بنفحة منه، فما أحوجنا اليه.

أسكنك الله فسيح جنانه .