Discours de promo -Georges Abou Haidar

نغادر اليوم مدرسةً سباقةً في تنمية الأجيال وبناء المستقبل من خلال تربية أبنائها تربيةً مسيحيةً لاساليّةً لطالما افتخرنا بها…

نعم، إننا نغادركم حاملين إيماننا وعلومنا والقيم الفاضلة التي أنشأتنا هذه المدرسة عليها ، نغادر الصّفوف التي حضنتنا سنةً فسنة وكتمت جدرانها وشوشاتنا وهمساتنا، نغادر الملاعب والسّاحات التي ضجّت بحيويّتنا وتعبت من حركتنا، نغادر التّلة الجميلة التي توزّعت عليها أبنية المدرسة وملاعبها ناثرةً ذكريات طفولةٍ وحداثةٍ وشباب…

ليت الكلمات في هذه اللّحظات تترجم المشاعر، وليت الحروف تنزلق عن الألسن لتجسّد الأحاسيس. كلمتي الوحيدة التي تنبع منَ القلب تقول:

  • شكرًا لكِ يا مدرسةً أثقلت كتفي بالعطاء فعجزت عن رفعهما لردّ المعروف…
  • شكرًا لكِ يا مدرسةً تنشد الإحترام وتعزّز شعور الإنتمائيّة إلى الكنيسة والوطن…
  • شكرًا لكِ حضرة الآنسة “أسمهان” ، يا من سهرتِ على خطانا فكأنّ المسؤوليّة وُلدت لإنسانة بصفاتك، لا تنسى …
  • شكرًا لكَ حضرة الأستاذ “ميشال” على تفانيك وعملك الدؤوب ، وأنتَ ما أنتَ عليه من سهرٍ والآنسة “أسمهان” على مصلحة هذه المدرسة كي لا أقول هذه البلدة والجوارَ…
  • شكرًا لأهلنا فما زرعتم في السّنين الخوالي نراه يترقرق اليوم في عيونكم دموع فرحٍ وافتخار…
  • شكرًا جزيلًا لرئيس وأعضاء لجنة قدامى مدرستنا الّتي ساهمت بدعم أقساطنا المدرسيّة وخففت من عبئها على أهالينا طيلة ثلاث سنوات…
  • شكرًا لكل فرد من أفراد الهيئة التعليميّة زرع فينا العلم والمعرفة…

أيّها الأساتذة الكرام… كنتم قدوةً لنا طوال هذه السّنوات وكنّا نتطلّع إليكم ونغرف العلم والمبادئ من محبتكم اللّامتناهية… كنتم مثال الأبّ والأمّ تراقبوننا وتنصحوننا عند الضرورة، وها نحن اليوم نغادركم ونقول لكم شكرًا، لكنّ هذه الكلمة لن تفيكم حقّقكم ولن تكفي لتترجم لكم محبتنا وشكرنا … ويصحّ فينا قول الشّاعر:

“أهديكَ شِعري خالصًا ومحبَّتِي                              أهديكَ منْ روحِي الوفاءَ جزيلا

 وأبثّكَ النجوى فأنتَ بِداخِلي                                 ذاتي ويبقى الشّعرُ فيكَ قليلَ “

وأنتُمْ يا شبابَ السّنة الثانويّة الثّانية، إليكم نسلّم الشّعلة، لا تتوانَوا عن طلب العلم والتحصيل، كونوا جديرين برسالة “جان باتيست” السّامية ، حافظوا على مبادئ هذه المدرسة الّتي ما توانت يومًا عن تقديم الأفضل والأحسن لكم، إتعبوا واسهروا وازرعوا حتّى تحصدوا النجاح… كونوا طموحًا بدون حدود، عنفوانًا لا يلين وطنيّةً تضج بالكرامة والحريّة…

عهدنا أن نكون كما توخيتم شبابًا تفتخرون بنا كما يفخر بنا هذا الوطن الذي هو بحاجة إلى السّواعد الفتيّة والجباه العالية، والعقول النيّرة الفريدة، ليعود ويستمرّ وطن الإنسان والحقّ والجمال…

وإذا كان نجاح اليوم يسلخنا عنكِ، مدرستي، فإن النجاحات المنتظرة في الجامعات وفي ميادين الحياة، ستمسح دمعة الفراق وتكون شهادةَ تقديرٍ واطراءٍ وعربونَ وفاءْ….

               وشكرًا

                  جورج أبو حيدر