Mr. Charbel Abi Khalil

كنت أتصفح مجلّة تتضمّن السيرة الذّاتية للحبر الاعظم القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني. استوقفني حديثٌ يقول عنه بأنّه رسم طريق حياته الكهنوتيّة. يقول قداسته: ” مع كلّ الصعوبات التي رافقت أسرتنا من وفاة أخي الطبيب بعد سنةٍ واحدةٍ من بداية مهنته ووفاة والدتي وأنا في السنة الثامنة من عمري ، كنت قبل أن أغمض عينيّ للنوم أشاهد والدي جاثياً على ركبتيه يصلّي فرض المساء وعند فتحهما عند الصباح كنت أجده في الوضعيّة نفسها أمام تمثالٍ للسيّدة العذراء يصلّي فرض الصباح
عند قراءتي هذه السطور سألت نفسي ماذا نفعل أمام أولادنا وكيف نؤثّر فيهم؟
يوم كنت مسؤولاً في الحلقتين التكميليّة والثانويّة كان يزعجني سماع طلابنا وهم يتفوّهون بالشتائم والالفاظ النابية أثناء اللعب أو يتبادلونها مازحين، كنت أوبّخهم وأتوعّدهم بالمعاقبة. عندها كان لومي على المجتمع الذي صبغ أولادنا بالعادات السيئة التي لا ترضى عنها أسرهم وترفضها المدرسة.
لكنّي وأنا اليوم مسؤولٌ في المرحلة الابتدائيّة هالني ما سمعت وأسمع وأيقنت بأنّ الخطأ الاكبر والمسؤؤليّة المباشرة هي على العائلة. فربّ البيت الذي يجد لذّةً في تعليم ابنه الشتائم مقتنعاً بأنّه يجعل منه رجلاً ناضجاً صاحب شخصيّةٍ أو اذا كان هذا أسلوبه بالتخاطب مع عائلته فهو مخطئٌ حتماً لانّه يجهل مدى تأثيره على أولاده مباشرةً وعلى رفاقهم بطريقةٍ غير مباشرة. كم كان ليكون الفرق كبيراً لو اقتدينا بوالد قداسته وعشنا معهم حياةً تتزيّن بالصلاة والهدوء والسكينة لما كانت شخصيّتهم لتتّسم بالقيم والاخلاق الحميدة والعادات الحسنة والثقة بالنفس ولما كانت المدرسة الثانية لتكمل ما بدأته الاولى؟ فيا أولياء تلاميذنا وأطفالنا تعالوا معاً نتعاون لبناء شخصيّتهم من خلال دروسٍ نعيشها أمامهم في البيت وفي المدرسة، دروس نبدأها بالصلاة والحفاظ على القيم والتفاهم وتقبّل الآخر، فعندها وعلى هذه المداميك المصقولة والمتراصة نساهم في بناء شخصيّةٍ خلوقةٍ مثقّفةٍ رصينةٍ واعدةٍ.