مدير المدرسة المجّانيّة: الأستاذ ميشال أبو خليل
نحن الأصيلون في هذه الأرض…
نحن لبنانيّون ، مسيحيّون منذ أكثر من أربعة عشر قرناً. وُلد كياننا في هذه الأرض الجبليّة، فَحَولَ الأديرة وداخلها تجمّعنا. عانقنا السّحاب والسّماوات، وناطحنا القمم والذ ّرى.
نحن روّاد النّهضة الفكريّة والسّياسيّة والدّينيّة في هذا الشّرق الذّي تهاوت امبراطوريّاته وقلاعه وأممه.
نحن نرفض أن نُمًّحى ونزول وننطفئ بعد أن كنَّا منارة للعالم وموئلا لأحرار الكون وموطناً للمسيحييّن.
نحن تحدّ ينا الأغراب والدّخلاء والغزاة لنبقى، ولتبقى أرضنا لنا، وليبقى جبلنا لنا، وليبقى لبناننا لنا.
نحن تحدّ ينا الجوع والفقر والاضّطهاد والذّ لّ. فعوض أن تأكل الصّخور من لحومنا فتّتناها وطحنّاها وأكلناها.
نحن ما تعوّدنا الرّكوع لأحد إلاَّ لربّنا.
أَلاَّنّنا لبنانيّون يجب أن نُضطّهد؟
ألأ نّّنا لبنانيّون عموماً ومسيحيّون خصوصاً يجب أن نهاجر ونُذلّ وتُداس وتهان كراماتنا؟
ألأنّنا لبنانيّون نفقد حق الحياة ويموت أهلنا ورجالاتنا ونصبح لقمة سائغة في أشداق
الموت؟
ألأنّنا لبنانيّون ، مسيحيّون يجب أن نتحمّل خلافات العرب والغرب ونكون ساحة معارك
لأهوائهم؟ فتُستباح أرضنا وأعراضنا وتُنزع منّا فنصبح غرباء مهجّرين؟
لا لن نرضى ، لأنّنا الأصيلون في هذه الأرض، لأنّنا أبناء حرّة ولسنا أبناء أمة، لأنّنا أبناء
هذا الجبل.
عشنا أحراراً وسنبقى ، لم تعرف العبوديّة طريقاً إلينا، والتّاريخ خير شاهد.
نحن نرفض أن نكون عبيداً للـ … مآربنا تخطّت الزّمان والمكان ،
فالسّحاب مطيّتنا والنّور طاقتنا والكمال هدفنا.