Discours Promo

494

 

في كلّ مرّة أقف لأخطب و أفصح ، أراك بجانبي تقرأ وتصحّح. ومهما علا شأني وأشرقت علمًا بعد ليل السّهر، تكون أنت في مذود التواضع داخل قصر الثقافة والكبرǃ… الليل ناعسُ، وأنت تسهر علينا وتحرص على تزويدنا بسلاح السّلام، العلم .

المثابرة هباءُ، أمام تصميمك على إيصالنا… والتضحية… تنحني أمام بذل ذاتك من أجلنا..

      معلمي! كم من مرّة عانيت نكران الجميل والإهمال وبقيت ثابتا كالأرز، متمسكاً بعظمة رسالتك، عابقاً كالورد، فياضاً كنبع غير محدود العطاء لأنّك أحببت الرّسالة وأفنيت روحك من أجلها…

       معلمي! كنت لنا أماً، أباً، أختاً ، اخا، صديقاً رافقتنا ووثقت بنا حين أهملنا أنفسنا ورمينا طاقاتنا واندفاع شبابنا بعد خيبة أملٍ من رجال دفنوا وطنيتّهم في تبعيّتهم!…

       تعمل وراء الكواليس، لنظهر وننطلق الى أضواء الحياة… فشكرنا لك يبقى القليل… لك نرفع رايات التقدير والمحبّة وعرفان الجميل!…

        أمّا أهلنا، فلهم الدّور الأكبر… إلى جانب التفاني، حين اختاروا أن يسلّمونا الى هذه المدرسة واثقين من حرصها على تكملة الإعداد والتنشئة التي بدأوا بها… أنتم اخترتم وقررتم ودورنا نحن الأن هي لحظة قرار، لحظة نعم أو لا وهي تبدأ الأن. رفاقي معاً قضينا أروع سنوات العمر… بالفرح كنا نطير وعند المشاكل كانت المحبّة تغمرنا بعطفها وتوحدنا بحالتها… وكلّما شعرنا باقتراب هذه اللحظة… زاد تعلقنا ببعضنا البعض وشوقنا الى نهار اّخر سوياً …

       نحن المستقبل… نأخذ من خبرة الأكبر، وننظر الى الأبعد… لن نغادر.. فإن غادرنا دفنّا الحياة لأننا الحياة…لن نستسلم… إن استسلمنا خنقنا الحرية لأننا ننبض بها!… نثور على الشواذ، نغير نحو الأفضل، نسعى للإصلاح… فطموحاتنا وارادتنا تبقي العالم بأسره متوازناً.

       إننا  كالشجرة، صغاراً تلاقينا في جذع المدرسة وها نحن الآن، مع اقتراب الصيف الحزين، أغصاناً منبسطة متحدة كلّ ينظرُ الى أفق حدوده السّحاب…

       أصواتنا الآن ستخفت في أروقة الصّفوف لتعلو وترتفع في طرقات الحياة. ابتساماتنا ستبقى مطبوعة على الألواح، ومحبتنا تزهرُ في كل زاوية على كل مقعد…

        إنها لحظةٌ… سنعود إليها في كل مرّة في أزقة الحياة، ونتألّم من وطأة الضغوطات والعزلة والحزن، نتيه في الوحدة ، نتعب من الوقوف والتسلق … كي يضّمنا حضنها الدافىء ، يفرحنا صدى ذكرياتها الرائعة وتريحنا جلساتها الطويلة …

        لا تحزنوا … ثقوا بأنّ الآتي أفضل… وهذه اللحظة الثمينة ، نقطة البداية والنهاية، لحظة الوداع واللقاء… ليست لحظة افتراق… بل لحظة شوق…

                    Cher Frère visiteur, chers parents, chers professeurs, chers camarades

Des oiseaux migrent, des fleurs poussent,  des feuilles tombent, des aurores passent,

des terres se dissèquent, des quais se noient et  la nature continue à nous apprendre….

Prendre son chemin, c’est choisir, aller jusqu’au bout, payant le prix de ses  rêves

Je ne m’arrêterai pas aux mots d’adieu ou même d’au revoir : chaque promotion arrive, reste un moment puis repart…Nous n’allons peut-être pas devenir les meilleurs,

Mais nous promettons de faire de notre mieux..

Nous n’allons peut-être pas être mentionnés dans l’histoire

Mais nous promettons de laisser partout une trace bien visible…

Dans les défis que nous allons devoir relever, nous vous promettons de garder courage mais surtout de nous cramponner à la foi que vous avez semée en nous…

Vos gouttes de sueur , nous les accueillons  dans nos mains ouvertes à la vie, et dans nos cœurs assoiffés afin de faire fleurir la joie et la paix à la place des  misères  de la guerre, l’amour de la liberté à la place de l’injustice, la révolution contre l’ordre établi quand il ne nous convient pas…mais surtout la foi dans un monde devenu sans loi….

Distingués et armés de foi, nous porterons nos ambitions, avec  ténacité et beaucoup de bonne volonté pour un avenir prometteur.

Mes amis, nos cœurs sont maintenant unis, quelle que soit notre destination

Chacun gardera  une trace dans l’autre car il est devenu une partie de lui

Et vous chers parents et professeurs, prière ne nous oubliez jamais…Regardez nous un jour, soyez fiers en disant : Ce sont nos enfants, ce sont les élèves de L’école Saint Pierre, ce sont des Lasalliens et ils le resteront pour toujours.

أيّها الحفل الكريم

وسقطت أوراق الزّمن معلنة ساعة الرحيل…

بالأمس ملأووا باحات هذه المدرسة وملاعبها ، واليوم يؤمّونها متخرّجين، مغادرين…

ومضى القطار مخلّفاً شباباً جاؤوا يقولون : “ٳلى اللقاء” وهل سيكون بعد من لقاء ؟

تراكمت القيم والمبادىء في خلال سنوات طوال ، قصار، لتحطّ رحالها في هذا اليوم، لافظة آخر أنفاسها، تاركةً صغارنا كباراً يتحمّلون تبعات المسؤوليّة، ذاهلين عمّا ينتظرهم، متسلّحين بالأخلاق والعلم والمعرفة، أولادنا، عسير الأمتحان أمامكم… أحلامكم كثيرة، طموحاتكم كبيرة فما مصير الأحلام وما مدى تحقيق الطموحات ؟

ورغم هذا، عليكم أن تصبروا وتجاهدوا، مترسّمين خطى السلف، ناهلين من منابع التضحية والتفاني، جاعلين عذابات القدر متلوّنة بأصالة خياراتكم، نابذين الضعف، واقفين حياتكم على البذل أيّاً كان الثمن وكانت المشاق.

أولادي، أنتم اليوم بهجة ناظريكم ، ادارةً وأساتذة وأهلاً… ولكنّ عليكم أن تكونوا قرّة عين مجتمعكم، عملاً ونجاحاً وسؤدداً…

أدعوكم لتحمّل أعباد المسؤوليّة… اياّكم والتقاعس … الحياة صعبة المراس، حاذروا الوقوع في أحابيلها… أولم تعطوا تربيةً لاساليّة أرسيت أصولاً، في ميادين التفاني والتحمّل والمثابرة على العمل ؟!!!

غداً تدخلون غمار المعركة الكبرى… هي لكم وأنا على يقين أنّكم لها… فلتفتح أمامكم وبفضل سعيكم أبواب خير زاد يعينكم في رحلتكم المضنية…

ننتظر منكم الكثير فلا تبخلوا علينا بعطاءاتكم، عطاءات نجاحاتكم… عودوا مكللين بالنصر والظفر… كان هذا بشأن خرّيجينا على مرّ الأجيال والسنوات… فهل ستغيّرون القاعدة وأصول اللعبة ؟ انّكم قادرون على تحقيق الأفضل والأحسن… أنتم لاساليّون فنعم  التسمية ونعم الفعل … بارككم الله ومهّد سبيلكم في هذا الزمن الأرعن الذي لا يرحم …!!!

بسكنتا في  ٢٤- ٥- ٢٠١٣

حضرة الأخ Régis  الرّئيس الإقليمي لمنطقة الشرق
حضرة رئيس بلديّة بسكنتا المحامي طانيوس غانم
حضرة المهندس  جان أبو جوده الدّاعم الدّائم لكلّ نشاطاتنا الثقافيّة والفنيّة

          حضرة الأخ ألخندرو

          حضرة الأستاذ جان كرم رئيس رابطة قدامى الفريربسكنتا المساهمة الأولى لأقساط الصفوف الثانويّة
حضرة الدكتور جوزف لطيف طبيب المدرسة

          أيّها الأهل الكرام
أيّها الخرّيجون الأحبّاء

أهلاً وسهلاً بكم في مدرسة القدّيس بطرس – مدرسة الفرير التي تجاوز عمرها المئة سنة.

          أهلاً وسهلاً بكم في هذا الصّرح اللّسالي العريق، المتفرّد بتخريج أركان المجتمع من مزارعين وسياسيّن ورجال دين، وعسكريّين ومحامين وقضاة واساتذة ورجال فكر، وسيّدات ضاهين الرّجال في كلّ الميادين.

          أهلاً وسهلاً بكم في مدرسة الفرير التي تماشي كلّ تطوّر وكلّ جديد في مجال التعليم والتربية وها هي
منذ سنوات – إلى جانب نشاطاتها الثقافيّة والفنيّة والدّينيّة والاجتماعيّة –  قد بدأت بتقوية اللّغة الإنكليزيّة، والسّنة المقبلة ستكون ساعات اللّغة الإنكليزيّة مناصفة مع اللّغة الفرنسيّة في صفوف الرّوضة التي يزيد عدد تلاميذها كلّ سنة، فأهلاً وسهلاً بالأطفال وأهلاً بالكبار ايضاً.

          أهلاً وسهلاً بكم في مدرسة الفرير أمّ الخوابي المليئة بالخمور المعتقة والدّوالي المثقلة  بعناقيد العنب،  والسّنابل المطأطئة هاماتها بالخيرات، والورود والرّياحين والزهور العابقة بأريجها، والينابيع المتفجّرة عذوبة وحياة.

          لقد خرّجتكم أيّها الأهل الكرام، وخرّجت آباءكم، وها هي اليوم تخرّج أبناءكم.

          فيا أيّها الخرّيجون الّذين سكرتم من خمرة مدرستكم، وأكلتم من قمحها وثمارها، وانتشيتم بأريجها، وشربتم من مائها، فأصبحتم عباقرة، فتخرّجتم رجال فكر وفن وأدب وذوق ومعرفة ولياقة ومبادئ. فحافظوا واسهروا عليها، وتفقدوا أساساتها وأعمدتها لتبقى صامدة ولئلاَّ تهوي. فأنتم ركائزها وأنتم أرضها وسماؤها.

          الحياة لكم والغدّ لكم إن استنرتم ببصيرتكم وتماسكتم. فأنتم العاصفة والرّيح والأعاصير، أنتم الزلازل الهدّامة وأنتم الزلازل المغيّرة والمجدّدة. دمّروا ما يجب تدميره، ثوروا إذا دعت الحاجة، كونوا السّيف القاطع والبلسم الشّافي . كونوا الهدير والصّخب، وكونوا السكينة والهدوء.

          كلّ شيء في اياديكم، فاختاروا، إمّا الوهاد والهاويات والظلام، وإمّا العلوّ والقمم والنور.

          فكما كان الأساتذة قادة لكم والإدارة مشرفة وموجّهة، فليكن  إبتداءً من اليوم، أهلكم الربابنة ليوصلوكم إلى ميناء الأمان.

                                                                                    عشتم وعاشت مدرستكم

حضرة الآنسة أسمهان العلم

حضرة الأستاذ ميشال أبو خليل

حضرات الأهل والطلاب المحترمين

كلّ التقدير لادارة مدرسة الفرير الكريمةللمجهود والهتمام والعمل الدؤوب التي قامت وتقوم به رغم كلّ الصعاب التي تمرّ بها.

كلّ الشكر لهذه الدارة التي أتاحت لنا فرصة التعاون والتقرّب من أهل بسكنتا الكرام.

عملنا أكثر من نشاط موزعين على عدّة مناسبات وكلّ مرّة كنت أشعر بصدق ومحبّة أهل المنطقة أكثر.

كلّ التهاني لطلابنا الذين نجحوا وأثبتوا لنفسهم ولأهلهم ولمدرستهم أنهم يعرفون تحمّل المسؤولية ويقدّرون التضحية والمجهود الذي يبذله الأهل والأساتذة من أجلهم.

انّ المجتمع والوطن يرتكز عليكم فأنتم من سيصنع المستقبل.

انّ العلم والثقافة هما سلاحكم فأكثروا منهما قدر ما تستطيعون لتبنوا بلدا حديثا متطورا حلم به الأجداد والآباء ونحن لكن بكلّ أسف لم نستطع أن نحافظ على جمال وطبيعة وثروات هذا البلد وذلك بسبب الجهل والجشع عند بعض أو معظم من كانوا يتحكّمون بالسلطة.

لذلك ندعوكم للتعلّم من التاريخ لبناء لبنان متطوّر يليق بكم.

ولكم كلّ التوفيق وشكراٌ.

 

You might also like More from author