Mot de M. Michel Abou Khali pour M. Kabalan

469

                                        صديقي وزميلي قبلان

أمضيت في مدرسة فرير بسكنتا أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً، وكنت المعلّم المحبّ، الخدوم، المضحّي المتفاني والتّقي، كنت المعلّم الّذي أراده القدّيس يوحنّا دى لاسال وكنت خير صديق وأخ وزميل.

        مع الرّبيع رحلت، وعادةً في الرّبيع تكون العودة لا الرّحيل، لكن  ليس للموت وفاء ولا عهود… في الرّبيع تكون القيامة والبعث فلعلَّ السّماء بحاجة إليك أكثر منّا، فانبعثت من حياة محدودة إلى اللامحدود ومن حياة فانية زائلة إلى حياة الخلود.

        الأساتذة والأهل في بسكنتا وجوارها يتذكّرونك ويتذكّرون الحفلات الّتي كنت تحضّرها، فكانت الأرض تهتزّ تحت الأقدام والتّصفيق يعلو والأهازيج تملأ عنان السّماء:

        كان تلاميذك يسألونني عنك دائماً وكنت أكذب عليهم وأحمّلهم سلامك. أمّا الآن فماذا أقول لهم …؟

        عجباً يا صديقي ويا أخي كيف يموت العظماء في وطني، يموتون إمّا قتلا وإمّا يسرقهم المرض وهم في عمر الشّباب، لقد رحلت باكراً والنّاس الطيِّبون والكبار لا يموتون ميتة طبيعيّة بل يُقصفون قصفاً.

        رحلت باكراً يا صديقي ، رحلت قبل الآوان، لكنَّ ذكراك ستبقى في قلوبنا وعقولنا لأنَّ معدنك طيّب ولأنّك أخذت من طينة جبل أشمّ ، من طينة وادي العرايش ، من طينة جبل صنّين الّذي لا ينبت إلاَّ الرّجال الطيّبين العظام وأنت واحد منهم.

بسكنتا في 4/6/2008
ميشال أبو خليل

You might also like More from author