Père Botros Abi Khalil Thème de l’année S’engager à servir

399

الإلتزام في الخدمة

فإذا كنّا نريد ثمراً سخيّاً في الخدمة، وربح نفوس كثيرة للملكوت؛ علينا أن نكون خداماً ملتهبين، وملتزمين بكلّ متطلّبات الخدمة عن جهد، وبذل، وسهر، وإخلاء الذات، وحمل الصليب مع الأخذ في الإعتبار أن نلتزم أوّلاً بالحياة المقدّسة الداخليّة ومن هذه الركيزة ننطلق بسهولة إلى كلّ ما يطلب منّا من أنشطة وخدمات للتلاميذ وخاصةً الفقراء منهم بحبّ ولذّة وفرح .

كبيركم خادم صغيركم ، فالخدمة عطاء وتضحية، والمعلّم الأول أعطى ذاته من أجل محبّيه ، فأطعم الجائعين وشفى المرضى وأقام الموتى ، وذروة عطاءاته تمثّلت بغسل أرجل تلاميذه ، فجثا، وغسل، وقبّل أرجل كلّ واحد منهم. والسؤال الذي يطرح: هل بعمله هذا كان ينتظر مقابلاً؟ وعلّ الجواب جاء بنعم فلذلك تابع عطاءه فبذل ذاته على الصليب.

وعلى خطاه سار مؤسّس إخوة المدارس المسيحيّة ، القديس يوحنا دلاسال، فباع كلّ ما ورث، ووضعه في تصرّف إخوته، وعلّم به الفقراء والمشرّدين. وكان مقابل ذلك ينتظر معونة العذراء،  فكان كلّما واجهته الصعوبات؛ لجأ إليها طالباً المساعدة لإكمال الخدمة الذي نذر نفسه من أجلها.

فوفاءً منّا للمعلّم وللمؤسّس، علينا أن نقدّم حبّنا، ووقتّنا وذواتنا من أجل من وُضعوا، في عهدتنا لنسير بهم، ومعهم إلى برّ الأمان ، يحصّنون بذلك ضدّ قوى الشرّ بكلمة الإنجيل التي تردّدت على مسامعهم، وشاهدوها من خلال عيشنا، وعملنا معهم، ولهم ومن خلال حثّهم على القيام بمشاريعَ إجتماعيّة زاروا من خلالها المعوّقين والعجزة؛ فأحاطوا بهم، وقدّموا لهم الفرح، والمحبّة، وخفّفوا من مآسيهم، ووحدتهم، وكانوا لهم الأبناء والأحفاد . فبخدمتنا الصادقة لهم، وبعلاقتنا المتفهّمة نزرع في داخلهم حبّ الأخوّة، ومعنى العطاء، ونكون بذلك مطمئنّين إلى مستقبلهم، وقدراتهم على مواجهة كلّ صعاب المجتمع التي تعترضهم في أيّامنا هذه ، ساعين بذلك إلى إرضاء ربّنا، ومؤسّسنا، وضميرنا وكلّ من وضع ثقته بنا.

                                                                    الخوري بطرس أبو خليل

You might also like More from author