Adieu à Mme Samira

345

 

 

 

هنيئاً لكِ أمّاً ومعلّمة يا سميرة

 

 

كما يطلّ الضوء وينشر الحياة ماحياً الظلمة، هكذا تفجّرت علماً وحناناً وعطفاً وحبّاً وتضحية وبذلاً وعطاءً وإيماناً، طاردة الجهل والحقد والضغينة والعتمة والشرّ.

كنتِ معلّمة وأمّاً تحسّ وتشعر وتحبّ وتسهر وتضحّي وتتفانى. لم تنظري يوماً إلاَّ إلى فوق، إلى العلاء، فاخترقتِ الشمس إلى الّلانهاية، فجّرتِ الثورة وقطفتِ الحريّة وزرعت السّلام.

علّمت تلاميذك على تكوين شخصيّة صلبة قويّة ليواجهوا الصّعاب وليفتتوا الصخر ويقلبوا التربة ويرتقوا أعلى المراتب.

علّمتِ تلاميذك على حبّ الوطن والدين والأرض، علّمتهم أن يحلّقوا كالنسور ليصلوا إلى القمّة.

كنتِ ذلك الجنديّ الباسل الأمين الّذي نذر نفسه لخدمة وطنه والتضحية من أجله.
عبرت عباب البحر- يا فعةً – كنتِ فيه السّفينة والشراع والربّان. وصلت إلى ميناء السّلام مع الآلاف، سرتِ في نورِ العلمِ فكنتِ هدياً وسراطاً ومنارة.

ستة وأربعون عاماً وأنتٍ تحاربين الكلمة والكلمة تحاربك في مدرسة القدّيس بطرس فانتصرت عليها وخرّجت أجيالاً وأجيالاً ورجالاتٍ في كلِّ الميادين، فكنتِ في نظرهم ولا تزالين الموجّهة والمعلّمة والأمّ.

يكفيك شرفاً أنك كنتِ حجر الأساسيّ في الإنطلاقة الجديدة لمدرسة الفرير في بسكنتا.

هنيئاً لكِ أمّاً ومعلمّة ، أطال اللّه عمرك وعائلتك، فقد كنت مثالاً في العلم والأخلاق والمجتمع يحتذى به. ووفقك اللّه.

كلمة مدير المدرسة الأستاذ ميشال أبو خليل
في وداع السيّدة سميرة كرم في 29/6/2011

 

 

You might also like More from author