Pére Boutros Abi Khalil

390

إخوتي الأعزّاء ، أيٌّها المؤمنون والمؤمنات …

الكنيسة أحبّائي هي الجماعة … والجماعةٌ معشرُ المؤمنين والمؤمنات بهمّة المكرّسين والمكرّسات …

ديمومةُ الكنيسةِ إخوتي رهنٌ بما تقدّمون وتفعلون من أجل رفعة شأنِها : أمُّنا الكنيسة بحاجةٍ لدعواتٍ تسهم إسهاماً كلّيّاً في بثّ تعاليم السيّد ، السيّد المسيح في كلّ صقعٍ من أصقاع الأرض …

نعم فليتكاتف العلمانيّون والمكرّسون والمكرّسات  لإضفاء النور العلويّ الإلهيّ على أرضٍ باتت بحاجة لمثل هذا النّور في هذه الأزمنة الصّعبة المهنيّة …

وقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأوّل أكّد ما ذكرنا في رسالةٍ وجّهها للمؤمنين بمناسبة سنة الحياة المكرّسة … وهاكم بعض النقاط من رسالة قداسته تحدّد المكرّس واقعاً وواجباً وممارسةً :

 المكرّس عليه أن يكون إنسانَ الفرح ليثير تساؤلات في حياة الشبيبة ، وإنسان اليقظة ، فيكون نبيّاً يميّز حضور الروح ، وإنسان الشركة من أجل تكامل متبادل وإنسان الإرساليّة .

سنة الحياة المكرّسة تطلب من الله البركة والرحمة حتى يكون المكرّسون شهوداً للمسيح ويعملوا في خدمة الكنيسة . الحياة المكرّسة هي من أعمال الروح القدس . الحياة المكرّسة هي دعوة من الله وسرّ من أسرار محبّته واعتنائه بالكنيسة .

والأسباب التي جعلت قداسة البابا يعلن هذه السنة سنة المكرّسين :

الطلب منّا جميعاً أن نعيد النظرفي حياتنا كأبناء لله  ونرسّخ تكريسنا له ولخدمة الإنجيل .

 دعوتنا لنقول ليسوع :” أنت اخترتنا ونحن لبّينا الدعوة  لنكون لك “، ونحمل صليبك ونبشّر إخوتنا ونرسّخ فيهم كلمتك ونجعلهم يعيشون بحسب تعاليمك .

 معرفة العلمانيين الذين ليس لهم رتبة كنسيّة أنهم هم أيضاً مكرّسون وتكرّسوا يوم معموديتهم والربّ اختارهم لكي يكونوا مسيحيين يشهدون لقيامته .

مباركة العائلة المسيحيّة التي ما زالت تسمح للربّ مشاركتها الصلاة داخل بيتها أوليس بالقائل كلّما إجتمع إثنان باسمي أكون بينهما ، فتثمر كهنة ورهباناً وراهبات وإخوة يهتمّون بالنشء،وذلك بفضل سهر الآباء الصالحين وصلوات الأمهات اللواتي أغنين الكنيسة بقدّيسيها .

والمكرّس هو من دعاه الربّ وهو من يملك أذناً مصغيّة وقلباً خصباً فيه تقع الكلمة فتنبت وتأتي بالثمار الجيّدة والربّ دعانا بضعفنا وخطيئتنا وبؤسنا وفي هذا السياق يقول القديس بولس :” الربّ يختار الضعفاء ليكمّلهم بنعمته” .

والمكرّس هو الذي يعبّد طريق الرب أمام الناس وهم يتبعونه : هو صياد ماهر ونعمة الربّ معه ، يصطاد الناس للمسيح جاعلاً منهم روح الكنيسة الى الأبد .

                                                        الخوري بطرس أبو خليل

You might also like More from author