Discours de Promo-Yacoub Chebly-

448

أن تكون معلّماً في يومنا هذا، فهذا ليس بالأمر السّهل.

أمّا أن تكون مربّياً لسّالياً، فرسالة ما أوتي على حمل أوزارها إلّا قّلة من المربّين الشّجعان الأشاوس.

أن تكون طالباً في عصرنا هذا، أمرٌ سهل ٌ بوجود كلّ وسائل الدّعم التّعليميّة.

أمّا أن تكون طالباً لسّاليّاً، فوسام لا يعلّق إلّا على صدور خيرة القوم، ومسؤوليّة لا توضع إلّا على عاتق طلّاب ميامين.

قيل: “لا يمكن للمرء أن يحصل على المعرفة إلّا بعد أن يتعلّم كيف يفكّر”

تلاميذنا وصلوا إلى بداية سلّم المعرفة…أساتذتهم سلّحوهم بسيف النّقد والحكم الصّائب… نحن لا نخرّج تلامذة يتقنون الحفظ الببغائيّ واستعادة المحفوظات عن غير معرفة ووعي… طلّابنا أصحاب فكر حرّ وأحكام قيّمة يُحسب لها في كلّ ساح ومعترك.

وكيف إذا كانت هذ المعرفة مقرونة بالقيم المسيحيّة والمبادئ اللّسّاليّة التي أرسيت عليها أساسات تربيتنا الحديثة.

فما فاسد الأخلاق بالعلم مصلحاُ    وإن كان بحراً زاخراً من بحاره

بحزم الأب وحنان الامّ أمضينا ثلاث سنوات من عمر هذا الصّرح العريق وتقاسمنا معاً الهموم والأفراح والأحزان والمتاعب… كان هاجسنا الوصول إلى تنشئة تربويّة وأكاديميّة وروحيّة وشخصيّة متكاملة.

فاسمحوا لي هذه الليلة أن نفخر معاً بتخريج كوكبة من ألمع طلّابنا.

طلّابنا الليلة واظبوا على العمل الشاقّ، اجتهدوا، تعبوا وحصاد البيدر عامر بإذن الله.

بكلّ تواضع سأقول لكم: طلابنا السّنة ينافَسون على التميّز ولا ينافِسون… لا بل هم يلقنون دروساً في الإبداع والتفوّق لمن يشاء.

كيف لا؟ وهم أبناء أساتذة ما أغمضوا جفناً حتّى يسهروا على مصلحة تلامذتنا التي هي في طليعة هواجسهم واهتماماتهم اليوميّة.

طلابي الأعزاء

جمعتكم الصّدفة على مقاعد الدّراسة طوال سنوات تكلّلونها بعد حين بالظّفر المبين. والحقّ يقال: ليست الصّدفة هي التّي جمعتكم في بيتكم الثّاني، إنّما روح الأخوّة والمحبّة العابقة في كلّ غرفة وملعب. على هذا المسرح بالتّحديد، لمعتم نجوماً نيّرة في سماء الإبداع والتّميّز، ومن هنا تنطلقون الليلة إلى رحاب الحياة…

أملنا بكم كبير. أنتم واجهة هذا الصّرح وامتداد لكلّ فرد فيه. نحبّكم على قدر العزم في نفوسكم… نحبّكم على قدر الحق والخير في وجدانكم… نحبّكم لأنّكم تربة خصبة لمبادئ هذه المدرسة وقيمها… وحين يصبح الصّمت أبلغ من الكلام، يكفي أن نقول لكم: نحبكم…

كونوا أوفياء لمدرستكم… للبشر… للحجر… لكلّ الذكريات الجميلة… للأيّام الصّعبة… كونوا اوفياء… الوفاء من شيم الكبار وما اعتدنا عليكم إلّا كباراً بالحكمة والنّعمة.

ارفعوا رؤوسكم عالياً وسيروا بثبات… كونوا الفرح… كونوا النّبض المحيي… كونوا القيم في كلّ مكان… فأنتم أبناء الشّمس… أنتم أبناء هذا المعهد… أبناء مدرسة القدّيس بطرس.

الاستاذ يعقوب شبلي

You might also like More from author