Pere Boutros Abou Khalil

أيّها الأحبّة ،

كعهديَ دائماً ، أخذتُ على عاتقي في هذه السنة أمرَ إثبات المقولة التي طبعت حياتنا الرسوليّة هذه السنة ” مع كلّ فروقاتنا فلنعمل على بناء السلام والمستقبل ” : إنّها لمقولة جديرة بالدرامة ، تناولنا أبعادها ، نحن معلّمي التعليم المسيحي والمجلس الرعوي ، في غير مناسبة ، شارحين مدلولاتها ، ساعين لتصميمها فكراً وعملاً بين مختلف تلامذتنا وفي الصفوف الإبتدائية والمتوسطة والثانوية … مع تركيزنا المعهود على الصلوات والتأملات الصباحية التي أضحت عنواناً نفتح به يومنا الدراسي تحت جناح السيّدة العذراء وشفيع مؤسستنا جان باتيست ده لا سال … إلى ذلك لم نهمل صلوات النهار المعتادة أثناء الفرص ، وعند راحة الظهيرة …

ولعلّ أبرز ما يشكّل وجهاً مشرقاً لإيماننا المسيحي إلى الصلوات والإبتهالات ، القدّاسات الشهريّة التي كانت تجمع أساتذتنا رافعين صلواتهم من أجل تلاميذهم وعيالهم … مكرّسين النوايا المسيحيّة الحقيقيّة وسيلةً مُثلى لتحقيق ما قد تعلّموه على جان باتيست

ده لا سال في خلال ممارستهم التعليم في مدرسة ماربطرس … ومسيرة “درب الصليب” التي قادتنا من دير مارساسين إلى مدرستنا ، مدرسة ماربطرس … وبهمّة السائرين كانت هذه المسيرة إحياءً لمظهر دينيّ طالما تعلّقنا به وعملنا جاهدين على الإبقاء عليه راسخاً في أذهان أجيالنا الطالعة ، صورة لخلاصنا وإيماننا …

والخلاص لا يتمّ فعلاً إلاّ بإيمان  مبنيّ على معتقد يتجاوز الصلاة الى الممارسة الواعية المليئة برحمة القادرين والمقتدرين في مواجهة مشاكل الحياة وإيجاد الحلول لها … وانطلاقاً من دعوة بابويّة أطلقها قداسة فرنسيس الأوّل”سنة الرحمة الإلهيّة”، كانت لنا زيارات أخويّة  إنسانيّة قمنا بها مع التلاميذ ، حاملين لمؤسّسات عدّة عوننا المعنوي والمادّي ، باثين الفرح في قلوب عطشة الى المحبّة والتواصل والإنسانيّة …

تلك كانت مجمل نشاطاتنا الرسوليّة الإنسانيّة ، آملين بعدها تأسيس جماعاتٍ روحيّة تشكّل فرقاً دائمة الهمّة والعمل ، تحيي مجتمعاتنا فرحاً وإيماناً وعطاءً …

فليمدّنا الله بالقدرة والعافية كي نكمل مهامنا ، إنّه لقادر وحده على قيادتنا من أجل خير بيئتنا وأجيالنا ومجتمعاتنا …

رحماك ربّي امنحنا بركاتك واجعلنا قادرين على متابعة مسيرة عملنا وإنّك لسامع مجيب .

                                                                              الخوري بطرس أبو خليل